المدير العام
رقم العضوية : 1 الجنس : المهنة : المزاج : الهوايات : عدد المساهمات : 232 نقاط : 649 تاريخ الميلاد : 29/09/1984 تاريخ التسجيل : 29/02/2012 العمر : 40 الموقع : منتديات انتا الافضل
| موضوع: " سلسلة لطائف قرآنيه .. الجزء الثالث " الإثنين مارس 19, 2012 5:42 am | |
|
" سلسلة لطائف قرآنيه .. الجزء الثالث "
لطائف قرآنية : 14 :
ربما تعجبون من اعتراف رجل أوروبي مثلي بهذه الطريقة : فقد درست القرآن فوجدت فيه تلك المعاني العالية والأنظمة المحكمة والبلاغة الرائعة التي لم أجد مثلها قط في حياتي ، جملة واحدة منه تغني عن مؤلفات ، هذا ولا شك أكبر معجزة أتى بها محمد عن ربه . المستشرق الألماني د . شومبس ـ بالقرآن أسلم هؤلاء لعبد العزيز الغزاوي .
--------------------------
قال تعالى : ( كانوا قليلاً من اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) .
هذه سيرة الكريم يأتي بأبلغ وجوه الكرم ، ويستقله ، ويعتذر من التقصير . الفخر الرازي ـ التفسير الكبير .
-----------------------
حذار حذار من أمرين لهما عواقب سوء :
أحدهما : رد الحق لمخالفته هواك ، فإنك تعاقب بتقليب القلب ، ورد ما يرد عليك من الحق رأساً ، ولا تقبله إلا إذا برز في قالب هواك .
قال تعالى : ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) .
فعاقبهم على رد الحق أول مرة بأن قلب أفئدتهم وأبصارهم بعد ذلك .
الثاني : التهاون بالأمر إذا حضر وقته فإنك إن تهاونت به ثبطك الله و أقعدك عن مراضيه وأوامره عقوبة لك .
قال تعالى : ( فَإِن رَّجَعَكَ اللّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ ) .
فمن سلم من هاتين الآفتين والبليتين العظيمتين فلتهنه السلامة . ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
---------------------
قال تعالى في سورة الأعراف بعد ذكر قصة آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان : ( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ ) . ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) . ( يَا بَنِي آدَمَ إمَّا يَأْتِيَنَّكُم رُسُلٌ مِنْكُم يَقُصُّونَ عَلَيْكُم ءَايَاتِي ) .
لمخاطبتهم ببني آدم وقع عجيب بعد الفراغ من ذكر قصة آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان : وذلك أن شأن الذرية أن تثأر لآبائها وتعادي عدوهم ، وتحترس من الوقوع في شَركِه . محمد الطاهر بن عاشور ـ التحرير والتنوير .
-------------------------
قال ابن عقيل يوماً في وعظه : يا من يجد من قلبه قسوة ، احذر أن تكون نقضت عهداً فإن الله يقول : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ) . ذم قسوة القلب لابن رجب .
---------------------------
لطائف قرآنية : 15 :
اعلم أن علم التفسير أجلّ العلوم على الإطلاق ، وأفضلها وأوجبها وأحبها إلى الله ؛ لأن الله أمر بتدبر كتابه والتفكر في معانية والاهتداء بآياته وأثنى على القائمين بذلك وجعلهم في أعلى المراتب ووعدهم أسنى المواهب . فلو أنفق العبد جواهر عمره في هذا الفن لم يكن ذلك كثيراً في جنب ما هو أفضل المطالب ، وأعظم المقاصد وأصل الأصول كلها وقاعدة أساسيات الدين وصلاح أمور الدين والدنيا والآخرة ، وكانت حياة العبد زاهرة بالهدى والخير والرحمة وطيب الحياة والباقيات الصالحات . السعدي ـ القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن .
-----------------------
قال تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً {8} َإنمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شكورا ) .
من طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من هذه الآية ، ولهذا كانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بهدية تقول للمرسول : اسمع ما دعوا به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا ويبقى أجرنا على الله . ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى .
------------------------
قال تعالى : ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا )
كان يقال : زيد بن محمد حتى نزل : ( ادعوهم لأبائهم ) فقال : أنا زيد بن حارثة ، وحرُم عليه أن يقول : أنا زيد بن محمد . فلما نزع عنه هذا الشرف وهذا الفخر ، وعلم الله وحشته من ذلك شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحداً من أصحاب النبي وهي أنه سماه في القرآن فقال تعالى : ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا ) . ومن ذكره الله تعالى باسمه في الذكر الحكيم حتى صار اسمه قرآناً يتلى في المحاريب ، نوه به غاية التنويه ، فكان هذا تأنيس له وعوض من الفخر بأبوة محمد عبدالرحمن السهيلي ـ الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام .
--------------------------
قال تعالى : ( وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) ثم قال : ( إِنِّى ءَامَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ) . فكان جزاءه من قومه القتل ، فقيل له عند موته : ( قِيلَ ادْخُلِ الْجَنّةَ قَالَ يَلَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي ربي وجعلني من المكرمين ) .
في هذه الآيات تنبيه عظيم ، ودلالة على وجوب كظم الغيظ ، والحلم عن أهل الجهل ، والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأسرار وأهل البغي ، والتشمر في تخليصه والتلطف في افتدائه والاشتغال بذلك عن الشماتة والدعاء عليه . ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته ، والباغين له الغوائل ، وهم كفرة عبدة أصنام . القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن .
------------------------
لطائف قرآنية : 16 :
قيل لعامر بن عبد قيس : أما تسهو في صلاتك ؟ قال أوَ حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به ؟ ! المدهش لابن الجوزي .
-----------------------
لقد عظمت نعمة الله على عبد أغناه بفهم كتابه عن الفقر إلى غيره : { أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [العنكبوت: 51] . ابن القيم ـ بدائع الفوائد .
----------------------
قال تعالى : ( وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ )
لما كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به ولم ينتفع ابتلي بالاشتغال بما يضره ، فمن ترك عبادة الرحمن ابتلي بعبادة الأوثان ، ومن ترك محبة الله وخوفه ورجائه ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه ، ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان ، ومن ترك الذل لربه ابتلي بالذل للعبيد ، ومن ترك الحق ابتلي بالباطل . كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتلوا الشياطين . السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
-----------------------
قال تعالى : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ )
ينبغي للإنسان أن يتأول هذه الآية ولو مرة واحدة ، إذا أعجبه شيء من ماله فليتصدق به لعله ينال هذا البر . ابن عثيمين ـ تفسير سورة آل عمران
----------------------
لطائف قرآنية : 17 :
قال تعالى : ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ )
أعرف امرأة كبيرة في السن أصيبت بألم في جسدها فلما ذهبت للمستشفى قال الطبيب : إن في جسدك مجموعة من الحصوات وقرر إجراء عملية لإزالتها فرفضت المرأة إجراء العملية . بعد مدة راجعت الطبيب فتبين بعد الكشف عليها أن جميع الحصوات زالت ، سألها الطبيب متعجباً ما الذي عملتيه حتى زالت ؟ قالت : قرأت عليها القرآن ، هذا القرآن الذي لو قرأ على جبل لصدعه ما يصدع حصوات صغيرة في جسمي ! . عبدالكريم الخضير ـ شرح العقيدة الواسطية ( مسموع ) .
-------------------------
قال تعالى : ( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) .
هذا هو السر الذي لأجله علقت القلوب على محبة الكعبة البيت الحرام ، حتى استطاب المحبون في الوصول إليها هجر الأوطان والأحباب ، ولذّ لهم فيها السفر الذي هو قطعة من العذاب ، فركبوا الأخطار ، وجابوا المفاوز والقفار ، واحتملوا في الوصول غاية المشاق ، ولو أمكنهم لسعوا إليها على الجفون والأحداق . وسر هذه المحبة هي إضافة الرب سبحانه البيت إلى نفسه بقوله : ( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ ) . ابن القيم ـ روضة المحبين .
-----------------------
قال تعالى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) . ليس في كتاب الله آية واحدة يمدح فيها أحد بنسبه ، ولا يذم بنسبه ، وإنما يمدح بالإيمان والتقوى ، ويذم بالكفر والفسوق والعصيان . ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى .
-----------------------
قال تعالى : ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عظيم ) .
سُئل أنس بن مالك عن تفسير هذه الآية فقال : الرجل يشتمه أخوه فيقول : إن كنت صادقاً فغفر الله لي ، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك . الدر المنثور للسيوطي .
------------------------
لطائف قرآنية : 18 :
من مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر ، فيقول هذه مخاطرة حتى يقول الإنسان أنا لا أتكلم في القرآن تورعاً . ابن هبيرة ـ ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب .
-------------------------
قال تعالى عن كتاب الفجار : " كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍٍ ﴿٧﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ﴿٨﴾ كِتـَابٌ مَرْقـُومٌ ﴿٩﴾ وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبينَ ﴿١٠﴾ "
وقال جل وعلا عن كتاب الأبرار : " كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) "
خص تعالى كتاب الأبرار بأنه يكتب ويوقع لهم به بمشهد من الملائكة والنبيين وسادات المؤمنين ، ولم يذكر شهادة هؤلاء لكتاب الفجار . تنويهاً بكتاب الأبرار وما وقع لهم به ، وإشهاراً له وإظهاراً بين خواص خلقه كما يكتب الملوك تواقيع من تعظمه بين الأمراء وخواص أهل المملكة تنويهاً باسم المكتوب له ، وإشادة بذكره ، وهذا نوع من صلاة الله سبحانه وتعالى وملائكته على عبده . ابن القيم ـ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح .
--------------------------
قال تعالى عن مريم عليها السلام : ( وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) .
جعلها سبحانه من خيرة نساء العالمين ، حتى ألحقها بالرجال في صلاحها . تأمل أنه قال : (من القانتين) ولم يقل : من القانتات لأنه كما جاء في الحديث : ( كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء إلا قليل ) . ابن عثيمين ـ تفسير سورة آل عمران .
----------------------
قال تعالى مخبراً عن المسيح ابن مريم عليه السلام : ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ ) .
أي معلماً للخير داعياً إلى الله مذكراً به مرغباً في طاعته . فهذا من بركة الرجل ، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة ، ومحقت بركة لقائه والاجتماع به ، بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به . ابن القيم ـ رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه ( الرسالة التبوكية ) .
نفعنى الله واياكم بهذه اللطائف ويسر اكمالها تابعونا .. والى اللقاء فى الجزء الرابع من سلسلة لطائف قرآنية نرجو منكم الدعاء . | |
|