يا حببيى يا رسول الله----- هو الذى لا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا
وَحْيٌ يُوحَى يا محمد ،،، ارفع رأسك !!!
هاهي الشمس قد كورت ، والنجوم قد انكدرت ، الجبال كأنها
عهنٌ منفوش ،’ والبحار انقلبت ناراً ، قد حشر الناس من
كل مكان ، يخرج الإنسان من قبره كما تنبت البقلة ، هاهم قد خرجوا
عراة حفاة ، بيض وسود وحمر كلهم يسيرون
إلى المحشر ، منهم الصالحون الأبرار ومنهم المجرمون الفجار ..
الشمس دنت من الرؤوس ، ذهل كل إنسان عن غيره ، يفر المرء
من أخيه وأمه وأبيه ، تأتي الأم إلى ابنها قائلة : يا بني حملتك
في بطني تسعة أشهر وربيتك وعلمتك ولي فضل عليك ، فهل لي
بحسنة تدخلني الجنة .. فيأبى الابن ذلك ، لأن الموقف عظيم ومهيب ..
طال وقوف العباد في المحشر ، الشمس فوق رؤوسهم ، والعرق
بلغ منهم ، منهم من وصل إلى عقبه ومنهم من إلى ركبته
ومنهم من إلى بطنه ومنهم من إلى أنفه ومنهم من غ
شاه العرق وغطاه ، وقد بلغ من العباد الهم والغم ما لا يطيقون ..
قالت مجموعة من هؤلاء العباد لإخوان لهم : هل لنا من يشفع
لنا عند ربنا ،فلقد بلغت قلوبنا الحناجر وأصبنا بكل الغم والهم
والتعب ، فيتساءلون بينهم إلى من يذهبون ومن هو الذي يستطع
أن يشفع لهم في هذا الموقف العصيب !! ،
فيذكرون آدم عليه السلام ، فينطلقون باحثين عنه
رجاءاً في أن يكشف الله عنهم هذا الحشر ويفصل بينهم ، يبحثون
عنه بين كل هذه الجموع الهائلة من البشر صغيرهم وكبيرهم ، حتى
يجدوه ينطلقون إليه وكلهم أمل فيقولون له عليه السلام : يا آدم
أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه ، وأمر
الملائكة فسجدوا لك ، فاشفع لنا عند ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟
ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا تشفع لنا !!
فيجيبهم عليه السلام : إن ربي عزوجل قد غضب اليوم
غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني
عن الشجرة فعصيت .. نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري .. اذهبوا إلى نوح ..
فيسقط في أيديهم ، ويبدؤون بالبحث من جديد عن نوح عليه السلام ، وفي
أنفسهم أمل أن يشفع لهم فيأتونه : يا نوح أنت أبو الرسل إلى أهل
الأرض ، وسماك الله عبداً شكورا ، فاشفع لنا عند ربك
ألا ترى ما نحن فيه ؟
ألا ترى ما نحن فيه ؟
ألا تشفع لنا عند ربك !!
فيجيبهم كما أجاب آدم عليه السلام : إن ربي عزوجل قد
غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه
كانت لي دعوة على قومي ، نفسي نفسي .. نفسي نفسي ..
اذهبوا إلى غيري .. اذهبوا إلى غيري .. اذهبوا إلى إبراهيم ..
لقد أسقط بيدهم من جديد هذا أبو البشر وهذا أبو الأنبياء
يرفضان الشفاعة ، يذهبون إلى إبراهيم عليه السلام :
يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من الأرض ، فاشفع لنا إلى
ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟
ألا ترى ما نحن فيه ؟
ألا تشفع لنا !!
فيقول عليه السلام :إن ربي عزوجل قد غضب اليوم
غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وذكر
كذباته ، اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى ..
يبحثون عن موسى عليه السلام يأتونه : يا موسى أنت رسول الله ، اصطفاك
برسالاته وبتكليمه على الناس ، اشفع لنا عند ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟
ألا ترى ما نحن فيه ؟
ألا تشفع لنا !!
فيجيبهم : عزوجل قد غضب اليوم غضباً لم يغضب
قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإني قتلت
نفساً لم أؤمر بقتلها ، نفسي نفسي .. نفسي نفسي ، اذهبوا
إلى غيري اذهبوا إلى عيسى ..
فيذهبون إلى عيسى عليه السلام : يا عيسى أنت رسول الله وكلمته
ألقاها إلى مريم وروح منه ، وكلمت الناس في
المهد فاشفع لنا عند ربك ألا ترى ما نحن فيه ؟
ألا ترى ما نحن فيه ؟
ألا تشفع لنا !!
فيجيبهم : إن ربي عزوجل قد غضب اليوم غضباً
لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، ولم يذكر
ذنباً ، اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد ..
فيذهبون إلى آخر أملهم ومطلبهم إلى حبيبنا محمد صلى
الله عليه وسلم فيأتونه ويقولون : يا محمد أنت رسول الله
وخاتم النبيين ، غفر الله لك ما تقدم من ذنبك
وما تأخر ، فاشفع لنا عند ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ألا تشفع لنا !!
فيقول صلى الله عليه وسلم :
نعم ..أنا لها أنا لها .. أنا لها أنا لها ..
فيقوم الحبيب صلى الله عليه وسلم ويقف تحت عرش
الله عزوجل ، ويفتح الله عليه ويلهمه من التسبيح
والتحميد ما لم يفتحه على أحد قبله ..
فيقال للحبيب :
يا محمد ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع ..
فيقول صلى الله عليه وسلم :
يا رب أمتي .. أمتي .. يا رب أمتي .. أمتي .. يا رب أمتي .. أمتي ..
فيقول الله عزوجل :
يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليه الباب الأيمن
من أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سواه من
الأبواب ، ثم يفصل الله القضاء بين الناس ..
( فهذه هي الشفاعة العظمى التي يشفعها النبي صلى الله عليه
وسلم ، يشفعها لأمته ولمن في المحشر ، ولكن من
منا تشمله هذه الشفاعة ، ألا تحتاج إلى عمل وصدق
وإخلاص ، فالله الله في أنفسنا وأعمالنا وإصلاح قلوبنا)
اللهم صلى وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم