كوني كهدهد سليمان
بسم الله الرحمن الرحيم
قد مات قوم وعاشت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس اموات
بما ان الله اكرمنا وفضلنا على سائر مخلوقاته وبما انه استخلفنا في هذه الأرض لأصلاحها فحري بنا ان نكون على قدر المسؤولية وعلى قدر التمكين في الأرض وانتاجك للاسلام هو طريقك الى الجنة.
ليس صدفة ان يستشهد القرآن الكريم بقصة الهدهد مع سليمان عليه السلام كيف سار هذا الهدهد دون تكليف او تنفيذ امر وجلب خبرا ادى الى دخول امة بأكملها في الأسلام . ولما كان هذا المخلوق الصغير حاملا ايجابيته تحت جناحيه واعيا ذكيا مؤديا دوره في الحياة حلقت نتائجه مثمرة يانعة فوق ربوع الكون (احطت بما لم تحط به خبرا).
وان كان لنا دور فعال او اضافة مؤثرة في المجتمع فلنتأس بأصحاب الهمم العالية والقدرات الفائقة, انه الجيل الرباني الذي اذا غفل فكر واذا فكر تذكر فمنهم من اشار ومنهم من اقترح ومنهم من اوضح واضاف . فهذا سلمان اقترح حفر الخندق وهذا خباب بن المنذر اقترح الوقوف على بدر واخر نصب المجانيق ومنهم من خطط وكانت له بطولات وجولات .
هؤلاء صنعوا الحياة بالأستعداد والعمل المستمر حتى تتم مسيرة البناء ونحن صانعات الحياة بدورنا الايجابي الذي يؤدي الى الكثير من العمل معذرة الى ربنا مسارعة للخير واغتنام الصحة قبل المرض والحياة قبل الموت.
نعم انها الهمم التي هي مقدمة الأشياء واستثمار الأوقات النافعة كما قال ابن مسعود: اني لأكره ان ارى الرجل فارغا ليس في عمل اخرة ولا دنيا .
اخواتنا وبناتنا لا تكل احداكن ولا تمل من اي نشاط او دعوة لها اثر في انقاذ القلوب واعمار النفوس واحياء الحياة ونحن بدورنا نريد نفوسا حية فتية وقلوبا جديدة خفاقة وارواحا طموحة واهدافا سامية لقوله تعالى :"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" .
وقد ان الأوان ان نعيش بفكرتنا ونتفاعل معها ولا نكون فقط من المستمعين فهذا الأمير محمد الفاتح ابن الأثني عشر عاما سمع من مدرسه ، انها ستفتح القسطنطينية فنعم الجيش جيشها ونعم الامير اميرها ، سيطرت عليه الفكرة وعاش من اجلها قائلا : سأكون انا اميرها وحقا كان أميرها فكفانا نوما كما قال عيه الصلاة والسلام انقضى عهد النوم يا خديجة فهيا بنا نكسر حواجز الضعف وننطلق نحو تحقيق الأفضل في مجتمعنا وفق شرعنا الحنيف ونكون كهدهد سليمان.
بقلم : سوزان مجدوب
مسؤولة صانعات الحياة القطرية