"" الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ
رِزْقًا
لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ (22)وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى
عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ
مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا
شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ
لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا
النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) ""
------------------------------------------------------------------------
معانى الكلمات
**********
{ فراشا } : وطاء للجلوس عليها والنوم فوقها .
{ بناءً } : مَبْنيّة للجلوس عليها والنوم فوقها .
{ الثمرات } : جمع ثمرة وهو ما تخرجه الأرض من حبوب وخضر وتخرجه الأِجار من فواكه .
{ رزقا لكم } : قوتا لكم تقتاتون به فتحفظ حياتكم إلى أجلها .
{ أنداداً } : جمع ندّ : النظير والمثيل تعبدونه دون الله أو مع الله تضادون به الرب تبارك وتعالى .
{ الريب } : الشك مع اضطراب النفس وقلقها .
{ عبدنا } : محمد صلى الله عليه وسلم .
{ من مثله } : مثل القرآن ومثل محمد فى أمّيته .
{ شهداءكم } : أنصاركم . وآلهتكم التى تدعون انها تشهد لكم عند الله وتشفع .
{ وقودها } : ما تتقد به وتشتعل وهو الكفار والأصنام المعبودة مع الله عز وجل .
{ أعدت } : هيئت وأحضرت .
{ الكافرين } : الاحدين لحق الله تعالى فى العبادة له وحده المكذبين برسوله وشرعه .
الشرح
*****
وَجْه
المناسبة أنه تعالى لما ذكر المؤمنين المفلحين ، والكافرين الخاسرين ذكر
المنافقين وهم بين المؤمنين الصادقين والكافرين الخاسرين ثم على طريقة
الالتفات نادى الجميع بعنوان الناس ليكون نداء عاما للبشرية جمعاء فى كل
مكان وزمان وأمرهم بعبادته ليقوا أنفسهم من الخسران . معرفاً لهم نفسه
ليعرفوه بصفات الجلال والكمال فيكون ذلك أَدعى لاستجابتهم له فيعبدونه
عبادة تنجيهم من عذابه وتكسبهم رضاه وجنته ، وختم نداءه لهم بتنبيههم عن
اتخاذ شركاء له يعبدونهم معه مع علمهم أنهم لا يستحقون العبادة لعجزهم عن
نفعهم أو ضرهم .
لما قرر تعالى فى الآية السابقة أصل الدين وهو التوحيد
الذى هو عبادة الله تعالى وحده قرر في هذه الآية أصل الدين الثانى وهو نبوة
رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وذلك من طريق برهانى وهو ان كنتم فى شك من
القرآن الى أنزلناه على عبدنا رسولنا محمد فاتوا بسورة من مثل سوره أو من
رجل أمى مثل عبدنا فى أميته فإن لم تأتوا لعجزكم فقوا أنفسكم من النار
بالإيمان بالوحى الإِلهى وعبادة الله تعالى بما شرع فيه .
هذا و الله أعلم و صل الله على سيدنا محمد صل الله عليه و سلم ،،،،