وإنّك لعلى خلقٍ عظيم

هَجَعتُ بِلَيلٍ غَزَتهُ الهُمومْ
أُعَاقرُ دَمْعِي وَأَرعى النُجُوم
وأَصْرُخُ: يا رب طالَ انتِظارِيْ
فأنتَ المُرَجَّّى وأنتَ الكَريمْ
أغِثْ أمةَ المُصطفى بانتصار
ويسّر لها دربها المستقيم
أعدها إلى هديك المستساغِ
بعزمٍ قويٍّ وقلبٍ سليمْ
فقد حاصرتها السهام وباتتْ
طريدة ضعفِ الحشا والسمومْ
يحيط العُداةُ بِها كالضَواري
فلا تتصدى بغير الوُجُومِْ
عراها الخلاف يصدّع صرحاً
سما في المعالي يناغي الغيوم
لتغدقَ بالخير فوق الربوع
وتملأ بالعزم كلّ التخوم
فيا عجباً من ضلالٍ تفشّى
بأرض الفلاح القويّ العميم
فتاه الركاب وتاه المنادي
وضلّت قوافلنا في الكلوم
تخدّر آلامها بالتسالي
وتغفل عن قصد ركب العلوم
وتغفل عن خُلُقٍ بات رمزاً
لأهل الكمال القويم العَصيمْ
ليغوي هذا التعامي عدانا
فينتهكوا كلّ ذكرٍ حكيم
أفيقوا أيا معشر الحقّ فالليل
طال وقد أوغلوا في الصميم
يريدون أن يطفئوا النور...!، حاشا
ألم يسمعوا قول ربّ رحيم
وقد قال في وصف طه فأثنى

وإنّك لعلى خلقٍ عظيم